﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(010) سافر معي في المشارق والمغارب

(010) سافر معي في المشارق والمغارب
زيارة مؤسسة إخوان الإسلامية:

كان قد حُدد لنا موعد بعد الظهر، مع بعض المسلمين السود الذين يسكنون في قرية تسمى: (ديب كلوف dip kloof) في منطقة مشهورة يسكنها السود. [الكاتب يتوسط طلاب مركز إسلامي للسود (ساويتو sowato ) إحدى ضواحي جوهانسبرج ويرى في أسفل الصورة المسئولان عن المركز وهما سيد علي وعمر دومة أحدهما على اليمين والآخر في أقصى اليسار ( لا ترى صورته كاملة )]. وهي منطقة (ساويتو sowato ) وتقع في الجنوب الغربي لمدينة جوهانسبرج. وقد جاء اثنان منهما إلى مقر لجنة مسلمي أفريقيا، وهما: "سيد علي" و"عمر دومة" يسيارتهم الخاصة واصطحبانا إلى مقرهم.

نُورانِ بجانبنا حُرِمْنا منهما! ‍

وعندما كنا نسير في الطريق أشار الأخ سيد على إلى جهة اليمين فرأينا بحيرة صغيرة، وبجانبها مبان كبيرة، وقال: هذه محطة كهرباء تقع في منطقتنا "ساويتو" وكانت تضيء منازل البيض ومؤسساتهم البعيدة من هذه المحطة، ومنازلنا بجوارها ولكنا كنا محرومين من التمتع بنورها! وهذا أحد نماذج استبداد البيض بخيرات بلادنا.

الهنود لم يبلغون الإسلام ونحن جيرانهم

وهكذا كان نور الإسلام بجوارنا في أرضنا، ولم نكن نتمتع به، لأن الهنود لم يكونوا يقومون بتبليغه إلينا، مع أن الأفارقة لا يقولون: إنهم لا نريد هذا الدين، ولكن الإسلام لم يصل إليهم مع أنه يجاورهم، ولو أنه وصل إليهم لما تأخروا عن الدخول فيه!

قلت له: ألم يحل بينكم وبين الاختلاط بالهنود البيض؟ قال: بلى.

قلت: فالذنب ـ إذًا ـ ليس ذنب الهنود ولا ذنبكم، وإنما هو ذنب البيض الذين عزلوا بعضكم عن بعض. ثم قلت له: ألم يتحسن الوضع الآن عما كان عليه الأمر في عهد العنصريين؟ قال: بلى، ولكن الهنود إذا أرادوا مساعدة الأفارقة في الدخول في الإسلام يستطيعون أن يساعدوهم بنشاط أكثر مما هم عليه الآن، لأنهم يفهمون الإسلام أفضل منا، وعندهم إمكانات أفضل منا بكثير.

ثم قال: إنه من المؤسف أن الأفارقة كانوا يفهمون أن الإسلام إنما هو دين الهنود فقط، وليس ديناً لغيرهم، كما هو حال الدين المسيحي، لأنهم لم يكونوا يرون من المسلمين إلا الهنود، ولو فهموا أن الإسلام جاء للناس كلهم لدخل كثير منهم في الإسلام. والآن عندما حصل الانفتاح في بلادنا، وجاء إليها الصوماليون وغيرهم، وهم مسلمون، عرف بعض الأفارقة أن الإسلام ليس خاصاً بالهنود، ولكن الوافدين من المسلمين لم يأتوا إلى جنوب أفريقيا للدعوة إلى الإسلام، وإنما جاءوا لأمور أخرى، كالتجارة ونحوها. [ليس عيباً أن يذهب المسلمون إلى أي بلد من أجل التجارة واكتساب المال من وجه حلال، فذلك أمر مشروع، ولكن العيب في عدم قيامهم بالدعوة مع التجارة، فقد كان لتجار المسلمين الفضل الكبير ـ بعد توفيق الله ـ في دخول شعوب جنوب شرق آسيا وكثير من بلدان أفريقيا في الإسلام، بسبب القدوة الحسنة والدعوة إلى الإسلام].

قلت: هكذا أراد أعداء الإسلام في كل مكان أن يُفْهِمُوا غير المسلمين أن الإسلام خاص بفئة أو جنسية معينة أو قومية من الناس، وليس دينا عالمياً لكل البشر، مثل الماليزيين والإندونيسيين، وقومية "خْوِي" في الصين، مع أن الإسلام هو دين الناس أجمعين، ولا يقبل الله من أحد بلغه الإسلام ديناً غير دين الإسلام. كان هذا الحوار كله مع الأخ سيد وزميله ونحن في الطريق إلى مؤسستهم، لأن الوقت الذي قضيناه في الطريق أكثر من ساعة. وكان المترجم بيننا الأخ إبراهيم سلو. وصلنا إلى "مؤسسة إخوان الإسلامية".

وهل تدري ما مرافق هذه المؤسسة؟

إنها غرفة من الطين والخشب وألواح الزنك، لا يزيد طولها عن ثلاثة أمتار، ولا يزيد عرضها عن مترين، وهي مفروشة ببساط مهترئ! ويقع بينها وبين منزل مديرها - المكون من غرفتين صغيرتين - حوش صغير، وفي هذه الغرفة يتعلم الأطفال مبادئ الإسلام، وفيها يتعلم الكبار ـ في وقت آخر ـ أمور دينهم، وفيها تقام الصلوات، وفيها يتناول الطلاب بعض الوجبات التي تقدم لهم.

وفي إحدى غرف مدير المدرسة تقوم زوجة المدير بطبخ الوجبة للطلاب. عدد الطلاب والطالبات ـ وغالبهم صغار السن ـ عشرون طالباً وطالبة، ويأتي غيرهم في وقت آخر. يدرس الطلاب في الصباح في المدارس الحكومية، وبعد الظهر يحضرون إلى المؤسسة ـ الغرفة ـ ليدرسوا أمور دينهم. وسكان المنطقة كلهم من السود، ومنازلهم متشابهة في تواضعها، وإن كانت أفضل بكثير من منازل السود في البوادي. ويقوم بتدريس الطلاب والطالبات شاب من المنطقة تيسرت له الدراسة في السودان.

معلومات موجزة عن الأخوين: سيد علي وعمر دومة:

الأخ سيد علي عمره: 53 سنة، وعنده خمسة أولاد. دخل في الإسلام سنة: 1971م. وسبب إسلامه: أنه كان يحب القراءة، وقرأ كثيراً من الكتب التي تتحدث عن الإسلام. وقرأ كتاباً ـ غير إسلامي - في التاريخ، ذكر فيه أن رجلاً يدعى محمداً ـ [صلى الله عليه وسلم] يقول: إنه نبي، وقد يكون ادعاؤه غير صحيح، وكان عنده زوجات كثيرة. فحفزه هذا الكلام على أن يلتمس كتباً تتحدث عن محمد صلى الله عليه وسلم.

وكان يعمل مع مسلم في شركة، وكان المسلم يصلي الجمعة، وتوزع أوراق عن الإسلام في المسجد، ولدى ذلك الرجل منشورات عن الإسلام، فقرأ سيد بعضها، وقرأ معلومات عن موسى عليه السلام، وعرف العلاقة بين موسى وبين محمد والإسلام، وسأل ذلك المسلم عن الإسلام فعرف أنه لا يفهم الإسلام فهماً جيداً. فذهب إلى مسلمين ماليزيين في منطقة: "نيوكلي" وتعلم عند الإمام إسماعيل، ودخل في الإسلام في شهر سبتمبر عام 1971م.

وكان يوجد في قرية (dip kloof) رجل مسلم كبير السن بينه وبين سيد علاقة جيدة، فسأله سيد: هل يوجد هنا مسلمون؟ فقال له: يوجد ثلاثة من ملاوي، ولكنهم لا يهتمون بالإسلام. وكان سيد يرغب أن يعثر على مسلمين ليجتمع بهم ويتعاون معهم في الدعوة إلى الإسلام، فزار الثلاثة الملايويين، ووجدهم لا يعرفون الإسلام معرفة جيدة، وقال لهم: أنا أقوم بتدريس الإسلام من يوم الاثنين إلى يوم الجمعة، مساء، ويومي السبت والأحد صباحاً ومساء، وبدأ يدرس أبناءهم، ويدرس الكبار من المسلمين، وتحدث مع بعض كبار السن من غير المسلمين ودخل بعضهم في الإسلام. وقد أسلم على يديه ما يقارب 300 شخص. وعدد المسلمين في ساويتو ألف تقريباً، ولهم علاقة بالمؤسسة.

أما الأخ "عمر دومة" وهو مدير المؤسسة، فعمره: 49 ستة. ودخل في الإسلام سنة: 1982م. وقال: إن منهجهم الآن في المؤسسة أنهم يحاولون تعميق معنى الإسلام والعمل به في نفوسهم ونفوس أبنائهم، وقد أخذوا بعض الكتب الإسلامية لتدريس أبنائهم الطلاب. وقال: إن عدداً من السود يدخلون في الإسلام، ولكنهم لا يعرفون إلا قليلاً من الإسلام، لعدم وجود من يقوم بالدعوة بينهم ويتابع تعليمهم.






السابق

الفهرس

التالي


15335283

عداد الصفحات العام

3340

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م