﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(046) حوارات مع مسلمين جدد

(046) حوارات مع مسلمين جدد
حوار مع الدكتو الألماني أحمد فون دنفر

حوار مع الأخ المسلم الألماني أحمد فون دنفر. (AHMADVON DENFFER) [ميونخ 26/12/1408هـ].

ولد الأخ أحمد سنة 1949م. تخصصه: علم الشعوب. ديانته قبل الإسلام: بروتستانتية.
أول ما سمع عن الإسلام سماعاً واعياً سنة 1966م عندما سافر إلى تركيا. أما قبل ذلك فلم يكن على ذكر مما سمعه عن الإسلام. وكان يسافر كثيراً لقضاء إجازاته في دول أوروبا. ثم سأل نفسه: ماذا يعمل بعد وإلى أين يسافر، فتقرر عنده أن يسافر إما إلى تركيا وإما إلى إفريقيا. ورجح السفر إلى تركيا لغلاء نفقة السفر إلى إفريقيا. وقرأ عن تاريخ تركيا وحضارتها وديانتها، ليعرف عنها كل شيء يمكنه معرفته، وتبين له الاختلاف بينها وبين أوروبا.

واشترى ترجمة معاني القرآن الكريم.

ثم اهتم بالقراءة عن الإسلام في أوقات فراغه، وكان عنده فراغ أكثر عندما التحق بالخدمة العسكرية سنة 1968م فقرأ عن الأديان، وبخاصة الإسلام أكثر في هذه الفترة. وكان عنده اقتناع بأن الإسلام ممتاز بالنسبة للمسلمين، ولكنه لم يكن يفكر أنه سيصبح مسلماً على رغم فهمه للإسلام.
وفي تلك الفترة كان يصعب على الأوروبي التعرف على الإسلام في بلده. وعندما عرف الإسلام، وقد وجد فيه أموراً كثيرة يرى أنها مناسبة سأل نفسه: لماذا لا أكون مسلماً؟
وكان مما لفت انتباهه في الإسلام قضيتان: الأولى: التوحيد.. والثانية: العدل. ولم يجد ذلك في الكنيسة.



ثم وجد أن كل ما عرفه في الإسلام كان مقبولاً عنده ما عدا أمرين:

الأمر الأول: مفهوم القضاء والقدر. الأمر الثاني: موقف الإسلام من المرأة، بحسب تفكير الأوروبيين. ولكنه بعد تأمل رأى أن هذين الأمرين لا يمنعانه من الدخول في الإسلام.
فبدأ يترك شرب الخمر وأكل لحم الخنزير. وطلب كتاباً عن تعليم الصلاة. وحاول أن يصوم رمضان، وكان ذلك كله يحدث في حياته بالتدريج، إذ حصلت هذه الأمور خلال أربع سنوات، ولم تكن توجد مساجد يعلن فيها إسلامه، ولكنه كان مقتنعاً بالإسلام. ثم قال معلقاً: إنه يوجد بعض الألمان مقتنعون بالإسلام، ولكنهم لا يحتكون بالمسلمين ولا يجتمعون بهم. وما زال الأخ أحمد - كما قال - يزداد في علمه وعمله وتغيرت عنده كثير من المفاهيم.

قلت له: ما الفرق بين حياتك قبل الإسلام وبين حياتك بعده؟.

فقال: الفرق كبير، ولكنه بسبب تغير حياته بالتدريج لم يشعر بمشكلات، بخلاف الذي يدخل في الإسلام فجأة، فإنه يواجه مصاعب جمة. [قلت: ولهذا اقتضت حكمة الله أن ينزل القرآن منجماً، وأن يتدرج التشريع الإسلامي في التحليل والتحريم وغير ذلك].

وسألت الأخ أحمد: هل توجد كتب جيدة تشرح مبادىء الإسلام باللغة الألمانية، وهي في متناول أيدي الناس؟. فقال: توجد كتب كثيرة عن الإسلام، وكانت قبل مائة سنة ترجمات حرفية، والكتب التي كتبت في بداية هذا القرن أغلبها ضد الإسلام من قبل المستشرقين.
ومنذ خمسة عشر عاماً تقريباً وجدت كتب مؤلفة من قبل الألمان، وهي جيدة وبعضها أجود من بعض. والكتب القديمة منها سيرة ابن هشام، وهي في مكتبات الجامعة وليست في متناول أيدي الناس، والدولة لا تعارض طبع الكتب.


وقال الأخ أحمد: إنه يحاول إعادة طبع هذه الكتب بأسلوب الجديدة، العصر الطباعي
وأحرفه وتوجد كتب أخرى في المكتبات الجامعية. وقبل أربع سنوات كان المسلمون يطبعون بعض الكتب الإسلامية ويوزعونها على المراكز الإسلامية والمساجد وأماكن التجمعات الإسلامية.


حوار مع الأخ الألماني المسلم أحمد فون دنفر في مكتبه
التصوير غير جيد26/12/1408ﻫ ـ 8/8/1988م

ثم نهجوا الآن نهجاً آخر، وهو تسجيل هذه الكتب في فهارس المكتبات التجارية العامة، بحيث يتمكن أي شخص أن يطلب الكتاب الذي يريد، وإن كان لا يوجد الكتاب في بلده، فإنه يستطيع أن يطلبه من البلد الآخر على العنوان الذي كتب في الفهارس. [هذا النشاط يقوم به الإخوة الألمان الذين يتعاونون مع الأخ أحمد ومنهم الأخ محمد صديق، الذي مضى الحوار معه، وقد تخرج في الجامعة الإسلامية بالمدينة].

قلت للأخ أحمد: هل تغطي هذه الكتب موضوعات مبادئ الإسلام التي إذا اطلع عليها الإنسان قامت بها عليه الحجة؟. فقال: يصعب الجواب عن هذا السؤال، يوجد في ألمانيا ستون مليون شخص، وقد ترجمت خمسون مادة في موضوعات مختلفة، ومن كل مادة طبع عشرة آلاف نسخة [هكذا كان جواب الأخ والسبب في ذلك فيما يبدو لي عدم فهم السؤال وربما لأن الحوار كان عن طريق الترجمة.]

ولهذا استدرك ثم قائلا: إن القرآن الكريم قد ترجمت معانيه عدة تراجم، ومن قرأه ولم يسلم فقد قامت الحجة عليه، وكتاب محمد حميد الله "الإسلام" يشتمل على النقاط المهمة من مبادئ الإسلام والذي يطلع عليه يمكن أن تقوم به الحجة، ويبقى الأمر بين الإنسان وبين الله تعالى.

قلت: هل يظن الأخ أحمد أنه يوجد في أوروبا من لم يسمع عن الإسلام؟. فقال: الإسلام سمع عنه الجميع ولكن كيف سمعوا؟ إن تسعة وتسعين من كل مائة سمعوا عن الإسلام أموراً محرفة ومشوهة تنفر عن الإسلام.

قلت: ما الموضوعات التي يرى البدء بها للتعريف بالإسلام؟

فقال: قبل مائة سنة كان الفكر في الدين والثقافة غير متشعب، أما الآن على ضوء الحرية الفكرية الموجودة، فتوجد أفكار كثيرة واختلافات وأسئلة كثيرة. ولذلك تكون الأولية حسب أسئلة الناس وفئاتهم للإجابة على أسئلتهم، وضرب مثالاً لذلك بالحياة بعد الموت، فالكبار لهم تصورات كنسية، والصغار لهم تصورات بوذية وغيرها.

ويوجد سؤال يومي تقريباً، وهو: كيف يكون العيش في المستقبل بعد عشرين أو ثلاثين عاماً، في إطار ما هو موجود من مشكلات السلام والحروب الاقتصادية، والسياسية والعسكرية، والناس يسألون المسلمين هنا اعتقاداً منهم أنه يجب أن يكون عند المسلمين حل وإجابة على هذا السؤال.. فإذا لم يجدوا عند المسلمين حلاً اعتقدوا أن المسلمين أسوأ حالاً منهم.

وهناك نقطة مهمة يجب على الباحث أن يتنبه لها، وهي أن الوضع في الغرب وفي أمريكا وضع حرج ومهم، فالناس يخافون على مستقبلهم ومستقبل أولادهم، فترى المرأة التي عندها أطفال تسأل عن مستقبلهم، وقد تجد أجوبة مشابهة لما هو عند المسلمين، ولكن لا يعرف الناس أن حل مشكلاتهم في الإسلام.

وهناك مثالان - أنوه قبلهما بشيء، وهو أنه يجب علينا أن نسمع الناس ونصغي إلى أسئلتهم ونعطيهم الأجوبة السليمة، ويجب أن لا نكون عمياً لا ننظر إلى واقع الناس الذي يعيشون فيه -.

المثال الأول: الخمر؟ قبل عشر سنوات أو خمس عشرة سنة، كانت الكحول هي الشراب الرئيسي في الحفلات، وكان المسلمون إذا أقاموا حفلات ودعوا كبار رجال الدولة يحضر ممثلون عن اليهود والنصارى، وكان المسلمون يتحرجون من تقديم غير الكحول على عكس الحال في هذا الزمن، إذ يوجد اختيار بين الكحول وغيرها. [قلت: يعني بسبب فهم غير المسلمين أن الخمر حرام على المسلمين، أصبح غير المسلمين يحترمون مشاعر المسلمين، ولكن مع الأسف كثير من المسلمين وبخاصة ممثلي الدول لا يتورعون عن تعاطي المحرمات، ويجرحون مشاعر الصالحين من المسلمين أكثر من الكفار].

وقد نقص معدل استهلاك الكحول بين 1961م – 1987م 2% وهذه النسبة مع قلتها يجب أن يهتم بها المسلمون، فعندما يجتمع المسلمون في حفلة مع غير المسلمين ويطلبون شراباً غير كحولي، تجد بعض النصارى يطلبون شراباً غير كحولي لأسباب منها التأثير على الصحة، أو أن جار المسلم قد فقد ابنه في حادث سيارة نتيجة شرب الكحول أو ما شابه ذلك..

ونحن المسلمين ننسى في مثل هذه المناسبات أن نبين لهم أن الذي يعملونه صحيح، ولكن هذا العمل الصحيح في حد ذاته، لا يقودهم إلى ما يرجون من الخير لعدم ارتكازه على الإيمان.
والنظام يقتضي سحب الرخصة من الذي تزيد نسبة الكحول في شرابه على 0.8 في الملي لتر، والمسلمون لا يستغلون في بيان محاسن دين الإسلام للناس وموقف الإسلام من الكحول.

والأطباء المسلمون يمكنهم أن يراسلوا الجهات الرسمية التي تقوم بمحاولات في هذا الموضوع وأشباهه، وقد يجدون منهم أذناً صاغية لنصيحتهم، ولكن المسلمين لا يفعلون ذلك، وإنما يهتمون بمرتباتهم فقط. والواجب عليهم أن يبلغوا الجهات المسؤولة أنها لا تستطيع تجنب مشكلات الكحول، إلا إذا منعت الخمر على الناس، وهذا وإن كان غير متوقع تأثيره في أول الأمر فإنه يفتح الباب. وقال: إن الألمان عندهم استعداد للسماع أكثر من غيرهم.





السابق

الفهرس

التالي


15334458

عداد الصفحات العام

2515

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م