﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(024) سافر معي في المشارق والمغارب وصيد ثمين!

(024) سافر معي في المشارق والمغارب وصيد ثمين!

الجمعة 21/10/1404ﻫ.

في حديقة الزهور في مدينة "ولنجتون" التي كانت زيارتي لها من أفضل الزيارات،

من حيث هدفي من هذه الجولات في العالم، وللحدائق فوائدها، وسبقت زيارتنا لحديقة مدينة "مالبورن" ولكن حديقة ولنجتون كانت أكثر تميزا عن السابقة، لأمرين:

الأمر الأول: أن رجلها عنده ثقافة واسعة في علوم الكون، وعنده من الوعي ما يدفعه إلى الحوار والاستماع.

الأمر الثاني خالي الذهن من هذا الباب، وفطرته سليمة، وليس من المعاندين الرافضين للدخول في حوار الأديان، وبهذين الأمرين تميزت هذه الحديقة.

ولكني أسفت على فوات تصويره وتسجيل الحوار معه، لأن كنت في تلك الفترة لست مقتنعا بجواز الصور البشرية المفيدة، كما كان ذلك هو الأصل عند، عند طلبة العلم، بل كبار مشايخهم...

وقد حصلت حوارات شبيهة بهذا الحوار مع بعض المثقفين في كثير من البلدان، ومنهم ملحدون في بعض الدول الأوربية، ويؤسفني أن عناوين المسلمين الذين ترجموا بيني وبينهم، فقدت مني، ولو كانت موجودة، لتابعت الاتصال بهم، لسؤالهم عن أثر تلك الحوارات التي أفردتها في جزئين تم طبعهما:

عنوان أحدهما حوار مع أوربيين غي مسلمين، والثاني حوارات مع مسلمين جد، ولم يسلم من الذين حاورتهم، إلا أفريقي واحد عامي من قبائل الماساي قي كينيا، بحوار قصير جدا، تم بيني وبينه، ليس فيه، صفات حوارات المثقفين.

جاءنا الشيخ خالد في الساعة التاسعة صباحاً وقال لنا: إذا شئتم أن تذهبوا لجولة في بعض معالم مدينة ولنجتون، فإن ذلك ممكن قبل صلاة الجمعة، فقلنا له: اختر لنا ما تشاء من تلك المعالم. فقال: نذهب إلى حديقة الزهور، فذهبنا إليها، وهي تشتمل على زهور متنوعة وتحيط بتلك الزهور غابات ملتفة في مرتفعاتها ومنخفضاتها وبها بعض الأشجار الغريبة منها شجرة تسمى (ميلوذيدرن) نظر إليها الشيخ وقال: موز؟ ما هو موز، منقا؟ ما هو منقا. قال ذلك متعجبا! ولها جذع كبير نابت فيه ما يشبه الموز وليس بموز، وقال لنا الشيخ خالد: إن هذه الحديقة هي جزء من الحديقة العامة، وكان وادياً عميقاً والناس عاطلون عن العمل فجاءت بهم الحكومة لتشغيلهم فيها، فملئوا هذا الوادي، وكانت البداية بهذا الجزء من الحديقة قبل 90 سنة.

حاج مثلنا!

وقد حاولنا أن نجد في الحديقة من نسأله بعض الأسئلة المتعلقة بها ـ وكان الهدف محاولة ربط الأسئلة عنها بالتنبيه على قدرة الخالق وألوهيته، من خلال ما أبدع من مخلوقاته ـ فرأينا رجلاً قاعداً على كرسي واضعاً رجلاً فوق الأخرى فقلت: هذا صيدنا اليوم، فذهب إليه الأخ خالد يسأله إن كان عنده استعداد للرد على بعض الأسئلة، فقال: أنا زائر مثلكم قال الشيخ عمر: هو حاج مثلنا.[تشبيها بحالة كثير من الحجاج الذين يفدون إلى بلاد الحرمين، وهم لا يجيدون اللغة التي يمكنهم التفاهم بها مع الناس، وقد يضيعون فلا يجدون من يردهم إلى مخيماتهم وأهليهم إلا المراكز السعودية المسؤولة عن مشكلات الحجيج].

ثم وقفنا أمام شاب يغرس بعض الزهور، فحاولنا أن نسأله، ولكنه كان مشغولاً منهمكاً في عمله، ولم نسمع منه إلا أنه يعمل هنا منذ سنتين، وله في المهنة ست سنوات في البلدية وأنه خبير بالغرس، وانطلق إلى مكتب في الحديقة، فأخرج لنا بعض البطاقات وقال: إن فيها معلومات عن الحديقة ليريح نفسه من هؤلاء الناس الذين لم يكتفوا بالتجول والاستمتاع بالمناظر الموجودة في الحديقة كما يفعل بقية الناس.

في المرصد الفلكي في ولنجتون:

ثم صعدنا إلى قمة جبل ـ يظهر أنه أعلى جبال ولنجتون المجاورة لها ـ وفيه إدارة المرصد الفلكي، وهو يشتمل على أقسام عدة، عرفنا منها: قسم الجغرافيا ـ قسم الزلازل ـ وهو قسم يهتم بمراقبة الزلازل السطحية والعميقة ـ وقسم الطقس وتغيراته ـ وقسم الكواكب والنجوم وغيرها. وفي قسم مراقبة الزلازل، رأينا الأجهزة وهي تسجل باستمرار حركات الأرض وزلازلها البعيدة، وهي على هيئة خطوط طويلة التعرج، وقريبة، وهي على هيئة خطوط قصيرة متعرجة أيضاً.

وهناك قسم لمعرفة دقة الوقت بالساعات والدقائق والثواني، بحيث يعرف أصغر جزء من الثانية، وكان معنا في أغلب هذه الأقسام الدكتور سميث الذي كلف مرافقتنا والشرح لنا عندما أستاذَنَّا في أن نعرف بعض الأمور وأعطونا رزمة من أوراق تسجيل الزلازل، وجاء الدكتور سميث بسجل الزائرين فسجلنا أسماءنا وعناويننا فيه ويسمى هذا المرصد بمرصد " كاتر CATR". وقد أنشئ سنة 1907م. والدكتور سميث مهندس تخصصه يتعلق بعلوم الزلازل وأخبار حركات الأرض المتواصلة.

حوار مع نائب مدير المرصد الفلكي:

ثم ذهبنا إلى مكتب مدير المرصد، الدكتور داود، ونائبه الدكتور بدنج، وقد تخصص هذا الأخير في علم الأفلاك في بريطانيا وعمره: 41 سنة، وقد كلفه المدير أن يشرح لنا، ولا شك أن الشرح كان صعباً بالنسبة لنا لأمرين:

الأمر الأول: أنه تخصص دقيق.

والأمر الثاني: أنه عن طريق الترجمة، ولكن حب الاستطلاع كان طاغياً عليناً، وكان أحب إلينا منه تنبيه هؤلاء العلماء الكبار في شؤون الدنيا، على جهلهم بحقيقة الحياة الطيبة حياة الدين والعمل الصالح.

تقصيرنا الشديد في القيام بالبلاغ المبين:

جلس معنا نائب المدير في مكتبه فقلنا للأخ خالد: سله أيمكن أن نسأله بعض الأسئلة، فقال: نعم،
فقال له الشيخ عمر: إن ديننا قد حدد أهم وظائف النجوم في ثلاثة: الأول: أنها علامات يُهْتَدَى بها، والثاني: زينة للسماء، والثالث: أنها رجوم للشياطين. فأجاب على الفور: نحن عندنا آلات من أراد أن يعرف شيئاً عن هذه النجوم يأتي وينظر إليها ويعلم بعض وظائفها. أما لماذا خلقت فهذا لا ندريه، واستطرد قائلاً: إنا قد استفدنا من كتب العرب القديمة، وما عمل في سمرقند من التفصيل عن الكواكب لم يسبق أن عمل في مكان آخر، وقال: إنه قد سافر إلى مصر كثيراً، وكان يحاول النطق ببعض الكلمات العربية.

ثم سألته قائلاً: هل ترى في هذا الكون دقة؟ فأجاب هذا أمر بدهي لا يحتاج إلى جهد في معرفته. قلت له: من أين جاءت هذه الدقة وهذا الإحكام؟ فأطرق ملياً، ثم قال: علماؤنا يقولون لنا: لا تفكروا في هذا الأمر، لأنه مما وراء المادة وهو شيء شخصي لا علاقة له بعلومنا.

قلت له: وهل يليق هذا بعقلِ عالمٍ عرف دقة هذا الكون وإحكامه؟ فقال: إذا فكر الإنسان في ذلك لنفسه، يشعر أنه لا بد من وجود شيء وراء هذه المادة الحكمة. قلت له: وما هذا الشيء؟ هل يمكن أن يكون من جنس هذا الكون؟ قال: لا أدري.

قلت: إن الكون هذا بدقته وإحكامه حادث والحادث لابد أن يكون محتاجاً إلى من أحدثه، ولو كان الذي أحدثه حادثاً لاحتاج أيضاً إلى محدث فلا بد أن يكون المحدث أزلياً أبدياً يفنى الكون ولا يفنى هو، وهذا عندنا في الإسلام يدرسه عامة الناس في القرآن: {أم خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ} [35-الالطور 36] [هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] [الحديد 3] [وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ } [الرحمن 27]. قال: أنا أحس بذلك أي بوجود خالق واحد لهذا الكون.

قلت له: وإذا كان الأمر كذلك فهل لخلق الله الإنسان في الأرض حكمة؟ ـ أي هل أراد الله منه أن يقوم بشيء؟ قال: لقد سمعنا أن في الأديان أخلاقاً طيبة تجعل الناس يتآخون ولا يعتدي أحد على أحد. قلت له: إذا تأملت في أجزاء جسمك، كعينيك وإذنيك ويديك ورجليك وقلبك ورئتيك، ودماغك وغيرها، بل في قلمك ونعلك أتجد لها معنى وجدت من أجله؟ قال: نعم بلا شك، وذكر بعض المعاني. قلت: وإذا كان كل جزء من جسم الإنسان وجد لمعنى، فهل يمكن أن يوجد الإنسان بكامله بدون معنى؟
قال: إنه يبتكر ويعيش فإذا مات انقطع كل شيء عنه.
قلت: وهل يكفي هذا المعنى للإنسان: أن يعيش ويبتكر فإذا مات انقطع كل شيء عنه؟ قال: لا أدري هذا أمر ليس للعلم فيه مجال. قلت: وإذا لم يصل علم البشر إلى ذلك، فهل يجب رد ذلك إلى الصانع الخالق؟ أليس كل صانع هو أدرى بمعنى صنعته؟

قال: يمكن، وأنا أسأل نفسي دائماً عن سبب وجود الإنسان، وما وصل إليه العلم في هذا العصر، نرى شيئاً غير صحيح فيه وهو وجود السلاح المدمّر، لكن هناك أشياء صحيحة كالكهرباء والأخلاق، وأنا لست متخصصاً في الدراسة الدينية ومع ذلك أقول: لا بد أن يكون في كتب الدين حقائق.

قلت له: إن الحكمة من خلق الإنسان عندنا نحن المسلمين بدهية، وهي عبادة الله تعالى التي معناها أن لا يتحرك الإنسان ولا يسكن إلا حيث يرضى الله، ولذلك فإن كل تصرفاته إذا أرضت الخالق تكون صحيحة.

ثم قلنا له: لقد بلّغناك دعوة الإسلام في الجملة وأنت رجل عالم مثقف، ونخبرك أن كل الكتب السماوية قد حرفت باعتراف أهلها، ولم يبق إلا القرآن محفوظاً وسيبقى كذلك، ولذلك لا يوجد دين حق إلا الإسلام، ولا طريق إلى النجاة من النار ودخول الجنة إلا طريق الإسلام، فهل عندك استعداد للقراءة في كتب الدين الإسلامي لعلك تجد فيها ما يقنعك بالإسلام فقال: نعم، ولكن سمعت أن القرآن لا يمكن أن يترجم عندما كنت في مصر.

قلنا له: نعم لا يترجم نفس ألفاظ القرآن ولكن تترجم معانيه بتفسيرها، بحيث تقام الحجة على قارئها ثم اتفقنا معه أن نراسله ببعض الكتب ليقرأ عن الإسلام لأنه لم يسبق له أن قرأ عنه وكان سمع عنه، وقرأ ما يتعلق بالعلوم التي تخصص فيها بعض علماء المسلمين.

وقد سلمه الأخ الشيخ خالد ترجمة معاني القرآن الكريم وبعض الكتب المترجمة، وطلبنا من الأخ خالد أن يواصل مراسلته بما يمكنه من الكتب التي تشرح معاني الإسلام باللغة الإنجليزية. ولقد اتضح لي من المناقشة مع هذا الرجل في هذا الموضوع الأمور الآتية:

الأمر الأول:

أن كثيراً من الناس، وبخاصة المثقفين منهم وعلماء، يكون عندهم استعداد لسماع ما تضمنه الإسلام في

القرآن والسنة عن الآيات الكونية ودلالتها على وجود الخالق سبحانه وتعالى، ووجوب عبادته وحده لا شريك له.

الأمر الثاني:

أن التأثير في أمثال هؤلاء القوم، يكون عن طريق ما تضمنه القرآن الكريم من التنبيه إلى الآيات الكونية التي بثها الله في آفاق السماوات والأرض، وهي التي تخضع عقول هؤلاء القوم للإقرار بها، كما أخضعت العرب في الجاهلية بلاغةُ القرآن وفصاحته، وللإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية مجالاته وتأثيره في هذا الصدد.

الأمر الثالث:

أن الذي يمكنه الله تعالى من بعض المعارف في الإعجاز العلمي، لا بد أن يكون متمكناً أيضاً من لغة القوم الذين يتفاهم معهم، لأن ذلك أجدى وأقرب إلى وصول المعاني المقصودة إلى نفوسهم من الترجمة، فإذا لم يتيسر ذلك فلا بد أن يوجد المترجم المتمكن من اللغة ومن فهم المصطلحات المبثوثة في ثنايا المناقشة والحوار.

الأمر الرابع:
تقصير المسلمين الشديد في القيام بالبلاغ المبين إلى العالم.

الأمر الخامس:

إن هؤلاء العلماء الكبار في تخصصاتهم المغرورين بعلومهم سرعان ما ينكشف لهم جهلهم الفاضح في أغلى شيء في الحياة، وهو الإيمان وما يترتب عليه في هذه الحياة من سلوك. ثم ودَّعَنا نائب المدير المذكور بعاطفة جياشة، وقد ظهرت عليه علامات الرغبة في المزيد من الأسئلة والمناقشة في هذه الأمور، بل لقد
كان يقول للمترجم: قل له يزيد من هذه الأسئلة والأمثلة.

وهذا ما أكد لي ضرورة إظهار الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة، على أساس من التدقيق والتمحيص الذين يوصلان إلى المقصود، دون إفراط في إثبات قضايا أو نظريات غير ثابتة قطعاً. وللشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني اليمني جهود موفقة في بعض أبواب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة، ظهرت بعض ثمارها في المؤتمرات والندوات والبحوث التي عقدت لذلك، في المملكة العربية السعودية وخارجها، وقد اطلعت على شيء من ذلك بسبب مشاركتي للرجل في كثير من نشاطه في هذا المجال وكنت مندوباً معه من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

ولقد سمعت كثيراً من طلبة العلم يتنكرون هذا الأسلوب ويقولون: يكفي في الدعوة إلى الله الكتاب والسنة. ولعمر الله إنها لكلمة حق، ولكنها تحتاج إلى بيان. إن الإعجاز العلمي الذي نريده هنا إنما هو الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وكتاب الله تعالى معجز في كل عصر.

ولذلك كان حجةَ الله على عباده، فإذا كان أعجز العرب بفصاحته وبيانه وأسلوبه، فإنه معجز لمدعي العلم في علمه في كل مجال، ولذلك أجهد بن القيم رحمه الله تعالى نفسه فأظهر كثيراً من ذلك الإعجاز ـ وإن لم ينص على لفظ الإعجاز - في كتابه القيّم: مفتاح دار السعادة- وإني أنصح طلبة العلم الذين عندهم عجز في هذا الباب مثلي، أن يحاولوا التعرف على هذا الباب ليكون لهم سلاحاً في دعوة الناس في هذا العصر، فإذا لم يقدروا على ذلك فليدعوا السيف في يد صاحبه الذي أخذه بحقه، ولا يكونوا ـ مع عجزهم ـ مناوئين لما يجهلون.




السابق

الفهرس

التالي


15327206

عداد الصفحات العام

3500

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م