﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(02) سافر معي في المشارق والمغارب

(02) سافر معي في المشارق والمغارب

تكملة المعلومات التي أدلى بها الأستاذ حلمي مفاوضة سوهارتو مع المجاهدين: ‍

وعندما شعر سوهارتو بالخطر من ذلك دعاه مع داود إلى القصر الرئاسي سنة: 1977م للتفاوض معهما، طالباً منهما التنازل عن محاربة: أساس الحكم: "البانتشاسيلا" وفشل التفاوض لعدم استجابتهما لذلك الطلب.

وفي الإجازة الدراسية من تلك السنة، رجع حلمي إلى إندونيسيا من المدينة المنورة، قال له والده: هذه أوراق الحكومة. وفيها ثلاث نقاط: النقطة الأولى: وقف محاولة تطبيق الشريعة. النقطة الثانية: تأييد حكومة العهد الجديد. النقطة الثالثة: تأييد الرئيس سوهارتو. وقال: إن الموافقة على النقطتين: الثانية والثالثة، من حيث المبدأ، سهلة، وأما النقطة الأولى فلا يمكن الموافقة عليها. وسأل حلمي والده: لو أنك قبلت هذه الشروط، ماذا يحصل؟

قال: وعدني سوهارتو أن يعينني عضواً في مجلس النواب، وأن يمنحني خمسمائة مليون ربية، وكان الدولار في تلك الفترة: 250 ربية، أي إن المبلغ يساوي عشرين ألف دولار، وهو مبلغ كبير في تلك الأيام. فقال له حلمي: وإذا رفضتَ الموافقة، فماذا يحصل؟ قال: يدخلونني السجن.

ووجه والد حلمي له سؤالاً: هل اتصلت برجال الدعوة في الخارج؟ فأجابه حلمي: نعم. لأني أدرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهي جامعة تعليم وتربية ودعوة، ويقوم عليها رجال العلم والتربية والدعوة، وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن باز.

رفض التنازل فسجن:

وفي شهر نوفمبر، دعا قائد الجيش في باندونغ والد حلمي إلى مقر قيادته للتفاوض، الأخير وظل يرفض التنازل عن المطالبة بتطبيق الشريعة. وفي شهر سبتمبر، وبعد عودة حلمي إلى المدينة، اعتقلت الحكومة والده. ولم يخبروا أهله باعتقاله، ولا بمكانه. وقد بقي في السجن عشر سنين.

وبعد تخرج حلمي وعودته من المدينة، وبعد أن مضى على سجن والده سبع سنين، كتب خطاباً إلى الرئيس سوهارتو، وبعث بصور منه إلى كل من وزير الدفاع، ووزير العدل، والنيابة العامة، واللجنة القانونية في مجلس النواب، يطلب منهم في الخطاب محاكمة والده. وعقدت المحكمة العسكرية لمحاكمته، واتهم بأنه كان ينظم للانقلاب على الدولة، وحكم عليه بسجن عشر سنين، بما فيها السنين السبع الماضية. وبعد انقضاء المدة المذكورة، اتصل مدير السجن في باندونغ بحلمي في الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم الثاني من شهر مايو سنة: 1987م وقال له: تعال خذ والدك.

قتلوه بالسم!
قال حلمي: وعندما ذهبنا - أنا وجميع العائلة - إلى السجن قبل موعد إطلاقه بربع ساعة، أخبرنا مدير السجن أن والده قد غادر السجن إلى بيته في الساعة السادسة والنصف صباحاً.
فرجعوا إلى المنزل بعد صلاة الجمعة، ووجدوه فيه.
وفي الساعة التاسعة ليلاً من ذلك اليوم شعر الوالد بألم شديد، صاحبه تقيئ، وكان من طبيعته المداومة على ذكر الله، فسمعه حلمي يرفع صوته بالذكر على غير العادة، فاقترب منه ومس جسمه، فوجده بارداً، فأخذ يدلك جسمه بالدهن، ونقله إلى السرير، وبدأ صوته يضعف، وأسلم نفسه لبارئها في نفس الوقت.
قال الأخ حلمي: لقد قتلوه بالسم، وقد دلت على ذلك قرينتان:
القرينة الأولى: أني أخذت عينة من قيئه وسلمتها لمهندس كيماوي، فحللها ووجد فيها مادة سامة، توفي بعد تناولها بعشر ساعات.
القرينة الثانية: أنهم عندما كانوا يقومون بدفنه، رأوا أحد جنرالات الجيش يراقب الدفن على بعد مائة متر تقريباً، وكان ذلك واضحاً أنه أراد الاطمئنان على وفاة الضحية، واسم الضابط: بوبي رحمان.
أراد حلمي من ذكر قصة والده، قبل أن يذكر نشاطه، تسجيل ما يفعله الطغاة بالدعاة إلى الله في كل الأزمان، وأن يسجل حياة والده قبل حياته.
درس حلمي في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وتخرج فيها سنة: 1979م.
وكان قد التحق قبل ذلك بشعبة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في نفس الجامعة.
وبعد تخرجه، رجع إلى بلده مدينة: باندونغ في شهر يناير سنة: 1980م. [وهي السنة التي التقيته فيها في أول زيارة قمت بها لإندونيسيا] تعاقد مع دار الإفتاء السعودية للقيام بالدعوة إلى الله في إندونيسيا.
طلب منه سكرتير محافظة باندونغ الموافقة على تعيينه في إدارة شئون الحج، فاعتذر.
وطلب منه ضابط في الجيش - واسمه: مأمون - يشرف على معهد إسلامي في باندونغ، أن يعينه مدرساً في المعهد، فاعتذر، ولا زال المعهد موجوداً، ويشرف عليه ابن الضابط المذكور، وهو متخرج من الأزهر، واسمه: منصور.
وسبب اعتذاره أنه كان يريد التفرغ للدعوة في إندونيسيا.

العناية بالشباب:
بدأ عمله الدعوي بالاتصال بالجمعيات الإسلامية، وبخاصة جمعيات الشباب، وكان اتصاله والتجاوب معه سهلاً، لأن والده كان مشهوراً عند الناس.
اتصل بحركة الشباب المسلم في جاكرتا، وهم من شباب حزب ماشومي، الذي يسمى الآن: (المجلس الأعلى للدعوة الإسلامية) يطلب منهم أن يمكنوه من تربية بعض شبابهم، فعينوا له عشرين شاباً منهم.
واتصل باتحاد الطلبة المسلمين في جاكرتا، فعينوا له مجموعة منهم.
واتصل باتحاد الأمة الإسلامية الذي أنشأه الحاج عبد الحليم في مدينة: "محالينكا" والشيخ السنوسي في مدينة: "سكابومي" وكان إنشاء هذا الاتحاد في الأربعينات. فعينوا له مجموعة من الشباب.
واتصل بالاتحادات الطلابية في الجامعات الإندونيسية الكبيرة، فاجتمع حوله عدد كبير منهم.

أساس التوحيد يزعج المنافقين:‍

ألقى الأستاذ حلمي أمين الدين محاضرة في مقر اتحاد الطلبة، في الجامعة الإسلامية الحكومية في جاكرتا، في شهر أغسطس من عام: 1981م عن معنى الشهادتين: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) تعرض في المحاضرة لمعنى الولاء والبراء، وكانت الدولة بوليسية في تلك الفترة، والولاء والبراء عند الدولة يجب أن يكون للمبادئ الخمسة: (البانتشاسيلا) وليس لله ولرسوله وللمؤمنين، فأزعجها تفسير: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) التي هي أساس الإسلام، والتي تتعارض مع أساس الحكم. وفي اليوم الرابع والعشرين من نفس الشهر اعتقلت الحكومة الأستاذ حلمي، بحجة أنه يحرض على إقامة دولة إسلامية…‍

وجبة سريعة من التعذيب!

وعندما أدخلوه غرفة التحقيق، لم يكلموه بشيء، وإنما جردوه من ملابسه تجريداً كاملاً! وأخذوا يضربون في جميع أجزاء جسمه، حتى سقط على الأرض، ولبسوه أوراق جريدة وأشعلوا فيها النار. ونثروا على الأرض مواد حادة - لعلها من الحسك - وأمروه أن يحبو على ركبتيه عليها، وأخذوا يضربونه، ويشتد ضربهم له كلما توقف من الألم والتعب، وكان الدم يسيل من ركبتيه ومن جسمه. وقبيل الفجر كبلوا يديه ورجليه وربطوه في عمود الغرفة. واستمروا في تعذيبه المتواصل لمدة أسبوعين، ثم عذبوه بعد ذلك ستة أشهر تعذيباً متقطعاً.


قال الأخ حلمي: عندما أخذني الزبانية من البيت، قالوا لي: نحن نريدك ساعات فقط، ثم تعود إلى منزلك. ولكني لم أصدقهم، فأخذت معي بعض الأغراض اللازمة استعداداً لوقت طويل.
وكانوا - مع تغطية عينيَّ - يدورون بالسيارة في اتجاهات مختلفة للتمويه حتى لا أخمن الجهة التي يذهبون بي إليها.
قال له الضابط في السيارة: إذا تعاونت معنا في التحقيق فستعود الليلة إلى منزلك، وإلا فانتظر النار. ولم يرد الأخ حلمي عليه.
وعندما اقتربت السيارة من السجن، قال الضابط: حصلنا على بضاعة جديدة! وصاح جنود السجن: بضاعة جديدة.!







السابق

الفهرس

التالي


15329895

عداد الصفحات العام

2028

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م