﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(01)مراقبة الله الواعظ الأكبر والزاجر الأعظم

(01)مراقبة الله الواعظ الأكبر والزاجر الأعظم
المقدمة

إن المسلم معرض لوسوسة الشيطان وإغوائه، حسداً منه لآدم الذي أغواه فتاب إلى ربه، ولهذا يحتاج المسلم إلى تذكيره بمخاطر عدوه إبليس، وإلى تَذَكُّرِه دائماً بأن الشيطان له بالمرصاد، ولا ينجيه منه إلا لجوؤه إلى الله تعالى، يستعيذ به من عدوه، ويجاهد نفسه على طاعة ربه، مخلصاً له عمله، متبعاً فيه رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلا ضلَّ وهلك، وصار من حزب عدوه، الذي أمر الله عباده بعداوتهم له، والبعد عن طاعته؛ لأنه لم يفتأ يوسوس لهم، ليضلهم ويوقعهم فيما وقع فيه من غضب الله، فيكون مصيرهم كمصيره النار، كما قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)} [فاطر.]

والذي يترك اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتبع الشيطان، إنما يشاق الله ورسوله، ويحارب دينه وكتابه، وجزاؤه ما ذكره الله تعالى في قوله: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً(115)}[النساء].

فالمسلم في حاجة دائمة - بل في ضرورة ملحة - إلى ما يلازمه في حياته كلها، ليذكره بطاعة الله تعالى وترك معاصيه، ويذكره بعدوه إبليس الذي يلازمه ملازمة ظله، ليغويه ويصرفه عن عبادة الله إلى عبادته، وعن طاعة الله إلى طاعته، كما قال تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)} [الأعراف].

وقد أمدَّ الله عباده بمنهج واضح في غاية الوضوح، كامل في غاية الكمال، وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، شامل لكل حياتهم أفراداً وأسراً وجماعات ودولاً، يغنيهم عن غيره من مناهج الأرض كلها، ولا يغنيهم عن شيء منه، شيء مما سواه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)} [الأنعام].

فإذا جدَّ المسلم واجتهد في تعلم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على أيدي من فقههم الله تعالى فيهما، وقرأهما قراءة الفاحص المتأمل، بعرض نفسه عليهما، ليعلم مدى استجابته لهما، وعمله بما أمره الله فيهما، وترك ما نهاه الله عنه، وعمل بذلك فقد فاز برضا ربه.

ولكنه لا يستغني عن مرشد ناصح له، يذكره إذا نسي، وينبهه إذا غفل، ويوقظه إذا نام، وهل سيتوفر له هذا المرشد الناصح في جميع أوقاته التي لا يدعه فيها الشيطان لحظة واحدة، في داخل بيته وخارجه، في مدرسته ومصنعه، وسوقه ومكتبه، في حضره وسفره في خلوته وجلوته؟ كلا!

وهنا يسأل السائل: وماذا يفعل المسلم الذي يحتاج إلى هذا الواعظ المرشد الذي يحتاج إليه في كل أوقاته، يلازمه أكثر من ملازمة عدوه، وقد لا يجده في وقت هو أكثر ضرورة لوجوده؟

والجواب أن الله تعالى، بفضله ورحمته، قد تكفل لكل مسلم، بل لكل إنسان على وجه الأرض، بهذا المرشد الناصح الملازم الذي لا يغيب عنه لحظة من لحظات حياته، وأقام عليه به الحجة البالغة، فأخبره به ودله عليه وجعله عليه حارساً لا يفارقه، يحثه على ما ينفعه ويسوقه إليه سوقاً، ويحذره مما يضره ويذوده عنه ذوداً.

فإن هو استجاب له وعمل بإرشاده، نال الفوز في حياته الدنيا وآخرته، وانتصر على عدوه الذي لا يفتأ يوسوس له ليضله، وإن هو صد عنه وأعرض واتبع هواه، خاب في دنياه وآخرته، وأصبح من جند إبليس الخاسرين.




السابق

الفهرس

التالي


15251434

عداد الصفحات العام

228

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م