﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(021)سافر معي في المشارق والمغارب

(021)سافر معي في المشارق والمغارب

حوار مع الأخ المسلم البريطاني صلاح الدين:

ولد سنة 1947. كان نصرانياً ـ بروتستانتياً ـ. درس علم اللاهوت في الجامعة، ولم يجد في النصرانية ما يحقق تطلعاته الروحية والدينية.


الكاتب والمسلم البريطاني صلاح الدين، أدنبرا

سألته: متى سمع عن الإسلام؟ فقال: عندما كان عمره ست سنوات رأى فيلماً عن الحروب الصليبية، ويقول: إن عاطفته كانت مع العرب، ولم يكن عنده وعي لصغر سنه وسمع عن الإسلام بوعي وعمره سبع عشرة سنة. وعندما انتهى من دارسة الثانوية، ذهب في إجازة إلى اليونان ودرس كتاباً مشهوراً لمؤرخ يدعى (جبن) وهو يتعلق بقيام الإمبراطورية الرومانية وسقوطها، ولغة الكتاب إنجليزية أدبية رفيعة، وتحدث في نفس الكتاب عن قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، للناس في الجزيرة العربية، وكيف انتشر الإسلام بسرعة مدهشة، وقرأ كتاباً لأديب بلجيكي في نفس الموضوع، فزاد اهتمامه بالإسلام وجذبه إلى معرفته، ولم يجد أحداً من المسلمين يدعوه أو يشرح له الإسلام.

كان يسكن في مقاطعة في جنوب بريطانيا تسمى: كند، وليس فيها مسلمون، ولكنه هو اهتم بالإسلام وعرف بعض الكتب وقرأها، ثم بدأ المسلمون يفدون ولكنه لم يختلط بهم. سألته: ما الذي جذبه للإسلام؟
قال: عدم التعقيد الكلامي الموجود في النصرانية، مثل التثليث المحير للعقل الذي لا يستطيع تصوره، بخلاف الإسلام فإن العقيدة فيه سهلة معقولة.

في النصرانية يقال عن الإله: إنه بشر، وكل طفل يولد آثماً، وفي الإسلام الطفل يولد على الفطرة وهذا أقرب إلى العقل. وقال: إنه استأنس بالإسلام، لأن كل الرسل ذكروا في القرآن، أما النصرانية فلم تعترف إلا بعيسى، وهي من صنع بولس. أدرك الأخ صلاح هذه المعاني وعمره ما بين سبع عشرة سنة وعشرين سنة، واعتبر نفسه عندئذ مسلماً.

واتصل في الجامعة ببعض المسلمين وأراد أن يسلم فقالوا له: لا بد أولا من الختان، فكان ذلك سبباً في تأخر إعلانه الإسلام. [تأمل كيف يصل الجهل بالمسلمين عندما يأتيهم من اقتنع بالإسلام بجهده وليس بدعوة منهم فيحولون بينه وبين إعلان إسلامه بمثل هذه الفتاوى الجاهلة: لا بد من الختان قبل إعلان الإسلام! من أين لهم هذا، وقد كان الكفار يسلمون في المعارك ويقبل منهم إسلامهم]. وأعلن الشهادة وعمره خمس وعشرون سنة، بعد أن اقتنع بالختان، وقال: إنه كان يتعجب هل الختان هو الفرق بين المسلمين وغيرهم؟

وقال الأخ صلاح: إنه يشعر بعد إسلامه باطمئنان القلب والسعادة النفسية، وإن كان أهل بلده يرون أن هذا الدين دين أجنبي دخيل، كاليهودية، ونتيجة لموقف أهل البلد، ومنهم أسرته وزملاؤه وأصدقاؤه، فإنه يشعر بنوع من الصراع، بسبب أنه اختار الدين الصحيح فيجب أن يكون مسلماً، ولكن البيئة والثقافة والتفكير تتطلب منه أن يكون بريطانيا، وكذلك علاقاته الاجتماعية تؤثر عليه.

ومن الأمثلة التي ذكرها أن مظهره ليس كمظهر بقية المسلمين، غير الإنجليز، بل مظهره بريطاني، وهو يعمل في وظيفة تعتبر علاقات عامة تحتاج إلى تمثيل السلوك البريطاني. يشعر بأنه انفصل عن المجتمع البريطاني، والبريطانيون اعتبروا ولاءه لبريطانيا مشكوكاً فيه، لأن المسلم ولاؤه للإسلام، والرجل الأبيض يجب أن يكون ولاؤه للنصرانية.

وقال: لو قامت حرب بين المسلمين والبريطانيين، لا يستطيع أن يقف في صف بريطانيا ضد المسلمين.
والمكان الطبيعي للعلاقات الاجتماعية في بريطانيا، هو الخمارات والبارات، وزملاؤه وأصدقاؤه يذهبون إلى هذه الأماكن في المناسبات كأعياد الميلاد، وهو لا يذهب. ولذلك كله فهو يشعر بصراع عنيف في داخل نفسه، لأنه لم يجد البديل الإسلامي الذي يعوضه عما فقده، فالإسلام دين ولكنه ليس مجتمعاً في هذا البلد.

قلت له: هل في استطاعة المسلمين الموجودين في بريطانيا أن يكونوا بديلاً لأمثاله يأوي إليهم ويستأنس بهم؟ قال: يمكن ذلك ولكنه صعب جداً، وهو يحتاج أن يكون لدى المسلمين هنا ما كان عند أسلافهم، من الإيمان الصادق الذي جعلهم ينشرون الإسلام في البلدان النائية وهم تجار، وكذلك المسلمون البريطانيون ليس عندهم دوافع وقدرة على التأثير.

والإعلام الغربي يضخم مساوي المسلمين في بلدانهم كما في قضية فلسطين وإيران والعراق. والمسلمون الذين يأتون إلى الغرب لا يأتون لنشر الإسلام، وإنما يأتون لأغراض مادية كجمع المال وهو الغالب، أو طلب العلم، والإسلام بالنسبة لأغلبهم، ليس ديناً بقدر ما هو قومي (يعني سلوكهم يقتضي ذلك) هذا باكستاني وهذا بنغلاديشي، وهذا عربي ـ يعني أن القوميات الشعوبية متأصلة في المسلمين.


قلت له: هل تظن أن هذه الأمور هي سبب قلة دخول الغربيين في الإسلام؟ قال: نعم هذا سبب كبير جداً لمنع غير المسلم من الدخول في الإسلام. فالغربي يرى أن النصرانية لا تحل مشكلاته، وكذلك لا يرى في تصرفات المسلمين ما يحل تلك المشكلات، فيظنون أنه لا فرق بين الإسلام والنصرانية، بل الإسلام أشد تشويهاً في نفوسهم. والذي يريد أن يقرأ شيئاً عن الإسلام، لا يجد كتاباً سليماً متوافراً في المكتبات، وهذه عوامل كلها تصد عن الإسلام.

فلو استطعنا أن نعرف الناس بالإسلام لتغلبنا على عقبات كثيرة، ونحن في حاجة إلى جهود وسائل سهلة لإيصال المعلومات الإسلامية إلى الناس، كالنشرات والكتب التي تكتب بلغة مؤثرة. والكتب الموجودة لغتها ليست مؤثرة، ويمكن أن يستفيد منها الذي عنده دافع لمعرفة الإسلام، ولكن غيره لا يجدها تجذبه لا في لغتها ولا في إخراجها.

وقال: الأفضل أن نجتهد في إيجاد مسلمين دعاة من نفس البريطانيين، لأنهم سيؤثرون أكثر بصفتهم من أهل البلد يجيدون اللغة والتخاطب، ويعرفون العادات التقاليد والعقلية البريطانية، واختلاطهم بالناس سهل غير مستنكر. فإذا لم يوجد هذا فيجب أن يكون الداعية عنده شخصية قوية جذابة مؤثرة، وهذه مواهب فطرية وليست مصطنعة، ولا بد من معرفة واسعة للإسلام واللغة الإنجليزية، ولا بد من قدوة حسنة وخدمة الناس.

وقال: إن المسلمين يعرضون سلعهم من أجل أن يروجوها في السوق، ويجب أن يكون عرضهم للإسلام أكثر جودةً وإتقاناً، ولا بد من معرفة قطاعات الناس القابلة للإسلام كالأعمار والأعمال والصفات الاجتماعية المختلفة، ثم تأتي خطوة اختيار أنجع الوسائل لكل قطاع كما تفعل أجهزة الإعلام، وهذا مشروع يحتاج إلى نفقات.

وقال: حبذا لو بعثت وزارة الإعلام السعودية فريقاً من الدعاة والفنيين، لتغطية أحوال المسلمين وبث الوعي الإسلامي فيهم، وبخاصة جهاز التلفزيون. [هذا يبين خطورة البلاغ المبين وضرورته للعالم]. والأخ صلاح متزوج مسلمة ماليزية وعنده منها ثلاثة أولاد.

نفثات صدور محزنة:

إنك تشعر من كلام المسلمين الجدد الأوربيين بما يواجهون من مشكلات إذا دخلوا في الإسلام، وأهمها الضغط الاجتماعي الذي يشعرون فيه بالغربة بسبب إسلامهم، وفي نفس الوقت لا يجدون مجتمعاً إسلامياً يعوضهم عما فقدوه، من العلاقات الاجتماعية في بلدهم، وكثير من المسلمين الذين وفدوا إلى تلك البلدان لا يتصفون بالصفات الإسلامية الصادقة، والقليل منهم الذي يلتزم بالإسلام، ولا يهتمون بالمسلمين الجدد أو قد لا توجد عندهم الإمكانات التي تسهل لهم ذلك الاهتمام.

ومن هنا تجد هؤلاء المسلمين الغربيين ينفسون عن أنفسهم بالشكاوى المرة، إذا وثقوا ممن يتحدثون إليه، مما يعانون من مشقات، وما تلك الشكاوى إلا نفثات صدور كامنة تظهر في وقتها المناسب.! ولهذا فإن هؤلاء المسلمين الجدد في حاجة إلى خطة شاملة توضع لمتابعتهم ومساعدتهم، من قبل المؤسسات الإسلامية في الشعوب الإسلامية والمراكز الإسلامية في تلك البلدان. [وقد ازدادت هذه المشكلات الآن بعد التصرفات الحمقاء التي لم تفرق في تفجيراتها بين المعتدي وغير المعتدي].

الأخ عبد الرحمن المطرودي:

كانت هذه المقابلة في منزل الأخ عبد الرحمن بن سليمان المطرودي، مبعوث جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد أخذ درجة الماجستير في علم الاجتماع من جامعة أدنبرا، وهو يحضر الدكتوراه في نفس الجامعة، في الأسس الإسلامية الاجتماعية في العناية بالعجزة والمعوقين، ويمكن أن يفرغ منها في هذا العام، وقد استضافنا على طعام العشاء، وقد كنت اجتمعت به سنة 1397ﻫ في جامعة أم درمان الإسلامية بمناسبة عقد ندوة الدارسات الإسلامية التابعة لاتحاد الجامعات العربية، كان ممثلاً لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وكنت ممثلاً للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.




السابق

الفهرس

التالي


15331947

عداد الصفحات العام

4

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م