﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(038)سافر معي في المشارق والمغارب

(038)سافر معي في المشارق والمغارب

عودة إلى الرحلة الرئيسة لألمانيا 1407ﻫ ـ 1987م

في مدينة ميونخ

مع الشيخ يعقوب بن محمد اليوغسلافي:

والتقيت الأخ يعقوب محمدي اليوغسلافي الذي تخرج في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سنة 1400ﻫ 1980م، وهو الآن في مدينة ميونخ يؤم المسلمين في مسجد التوحيد في داخل المدينة، حيث توجد أكبر جالية إسلامية من يوغسلافيا ـ من البوسنة ـ وألبانيا، ويوجد عدد من المسلمين الألمان عدد(15) تقريباً، والأخ يعقوب مبعوث من الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد وله في ميونخ أربع سنوات، وكان قبل ذلك في يوغسلافيا.

ويقوم الأخ يعقوب ـ إضافة إلى عمله في المسجد إماماً وخطيباً ومدرساً ـ بجولات على التجمعات الإسلامية اليوغسلافية، ويزور بعض المسلمين في السجون والمستشفيات ويتصل ببعض اليوغسلافيين غير المسلمين ويجيب عن بعض أسئلتهم عن الإسلام. أما دعوة الألمان غير المسلمين، فيقول الأخ يعقوب أن فيها صعوبة عليه لأمرين:

الأمر الأول: عدم إجادته لغتهم، فلا يستطيع التخاطب معهم. والأمر الثاني: أن الألمان لم يألفوا الزيارات في المنازل. وقلت للأخ يعقوب: وسيلة الاتصال بهم يمكن أن تفكروا فيها، وليس شرطاً أن تزوروهم في منازلهم إذا كانوا لا يحبون ذلك، وأما اللغة فيمكن أن تتعلمها ما دمت موجوداً في بلادهم، وإذا تيسر لقاؤك بأحد فيمكن أن يترجم لك بعض إخوانك من العرب أو اليوغسلاف.

محاضرة في مسجد المركز الإسلامي في ميونخ

طلب مني أن ألقي محاضرة في مسجد المركز الإسلامي بعد صلاة المغرب. وكان موضوعها: تصرفات بعض المسلمين السيئة في بلاد الكفر تكون سبباً لنفور أهل البلاد من الإسلام. وأن الواجب على المسلم الذي لا يستطيع أن يحافظ على دينه في بلاد الكفر أن يهاجر إلى بلاد المسلمين، ومن الأسئلة التي وجهت إلي هل البلدان الغربية تعتبر دار حرب؟

فقلت لهم: إن الديار ثلاثة أقسام:

دار الإسلام: وهي التي يكون أهل الحل والعقد فيها هم المسلمون وتظهر فيها شعائر الإسلام وأحكامه.
ودار الكفر: وهي التي يكون أهل الحل والعقد هم فيها الكفار، وتظهر فيها أحكام الكفار، وهي قسمان: دار عهد وهي التي بينها وبين المسلمين عهد ومعاملات سلمية، ودار حرب وهي التي بينها وبين المسلمين حرب، ودول أوروبا الآن أقرب شبهاً بدار العهد، وإن كانت تحارب المسلمين بأساليب ماكرة، لأن بينها وبين حكومات الشعوب الإسلامية، عهودا ومواثيق، وسفارات، ولا ندخل ديارهم إلا بجوازات تصرح فيها سفاراتهم بالإذن بدخول بلدانهم، وهم مثلنا كذلك، مع اتفاق حكوماتهم وحكوماتنا على أنظمة الأمم المتحد والقانون الدزلي.

نبذة عن المركز الإسلامي في ميونخ:

افتتح المركز الإسلامي في ميونخ سنة 1973م، بعد أن استغرق إنشاؤه ما يقارب 15سنة، ما بين جمع للتبرعات، وبحث عن مكان، وأخذ تصريح بالبناء، ومراجعة الحكومة الألمانية في الإعفاء من الضرائب.
والذين تولوا إنشاء المركز ومتابعته، هم جمعية طلابية تأسست سنة 1958م، سمت نفسها جمعية إنشاء المركز الإسلامي في ميونخ، والذي حرك الجماعة وكان مسؤولاً عنها المسلم الباكستاني: فضل يزداني.
ويحتوي المركز على ثلاث طوابق على مساحة قدرها 3000متر مربع تقريباً، كلف شراؤها وبناؤها ما قدره: 3 مليون مارك ألماني.

الطابق الأول منه: به حجرات الإدارة والمخازن وقاعة كبيرة للرياضة البدنية، ودورة مياه. وفي الطابق الثاني: استراحة للزائرين، ومكان لعرض الأفلام الإسلامية، وقاعة للمحاضرات كبيرة، وتتسع لما يقارب 500 شخص مجهزة بأجهزة التكبير الصوتية والترجمة الفورية، ومكتبة إسلامية تضم أنواعاً عديدة من الكتب المتنوعة، بعدة لغات ولا زالت في حاجة إلى المراجع الإسلامية، ومكتب استعلامات للزائرين.
والطابق الثالث: مسجد، وهو مؤسس على أحدث طراز ليكون مرآة مشرفة لفن العمارة الإسلامية أمام الزائرين غير المسلمين، وعنواناً صادقاً لجهود المسلمين، وبه مسجد علوي للنساء، وبه مكتبة للاطلاع الداخلي باللغات العربية والتركية، وحول المسجد فناء واسع تطل عليه مئذنة المسجد الشامخة، لتلفت نظر القادمين إلى روعة الفن الإسلامي وهيبة بيوت الله. ويلحق بالمسجد بيت للضيافة، يستقبل القادمين إليه من أبناء الإسلام والوافدين للدراسة في ألمانيا، أو الزيارة، ويتكون من ثلاثة طوابق:

الطابق الأول: به المخزن والأثاث، وحجرات لغسل الملابس مزودة بالغسالات الحديثة، وورشة صغيرة للإصلاحات. والطابقان الثاني والثالث: بهما مساكن الضيوف، وكل طابق مزود بدورات صحية كاملة المنافع، مع مطبخ واسع مؤثث، وصالة لتناول الطعام، وأخرى للراحة والقراءة.

بيت الطهارة:

وهو المنزل الملاصق للمركز ـ أصبح تابعاً له ـ وكان مسكناً عائلياً لبعض الألمان، عرض للإيجار، فاستأجره بعض أهل السوء واستعملوه في محرمات تخدش حياء المسلمين، وتنفر أصحاب النفوس الأبية من القدوم إلى الحي، فعمل المركز على تطهير المنزل من ساكنيه المستأجرين، ولم يجد المركز سبيلاً سوى شراء المنزل تطهيراً له، وتوسيعاً على المركز، وقد تسلم المركز البيت منذ عام واحد، وسدد القسط الأكبر من ثمنه البالغ ثلاثة أرباع مليون مارك ألماني، وقد أطلق الإخوة على البيت بيت الطهارة، بدلا الاسم الذي كان يناسبه قيل شرائه، وهو بيت الدعارة، وهو يتكون من أربعة طوابق:

الطابق الأول: به المخازن وأجهزة التدفئة الحديثة. والطابق الثاني: يحتوي على قاعة صغيرة للاجتماعات، وتلتقي فيها حالياً المجموعة الألمانية المسلمة يوم السبت من كل أسبوع، لدراسة اللغة العربية وتدارس القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه الإسلامي، ويحتوي على مكتبة لأمهات الكتب الإسلامية، وهي مخصصة للاطلاع والبحث العلمي في الموضوعات التي تهم المسلمين. والطابق الثالث: يجهز ليكون مسكناً لأحد الإخوة العاملين في المركز. والطابق الرابع: يعد ليكون مكتباً لحفظ وثائق المركز ومعاملته "أرشيف" حفاظاً على تاريخ المركز ليرجع إليه عند الحاجة.

ويتبع المركز في باحة الواسعة بها ملاعب للأطفال، ليتسنى للطفل المكان الخاص لألعابه، ويجد ما يشده إلى المسجد ليعتاد على الصلاة في جماعة منذ صغره. ويتبعه مطعم يكفي 150 شخصاً في وقت واحد، والمطبخ مجهز لوجبات تصل إلى كفاية 400 شخص، ويخطط لتوسعة المباني لتكفي الأعداد التي تضطر لتناول الطعام، على ثلاث أو أربع دفعات أثناء اللقاءات الشهرية والمخيمات السنوية.


المدرسة الإسلامية:

وهي إحدى المؤسسات التابعة للمركز الإسلامي بمدينة ميونخ، وتبلغ مساحتها (5000) خمسة آلاف متر مربع، وقد بلغت تكلفة شراء أرضها ما يقارب مليوني مارك. والمباني المنشأة على هذه المساحة جناحان، كل منهما طابقان:

الجناح الأول: ويشتمل الطابق الأرضي منه على مسكن المشرف على البيت، وصالة كبرى للمحاضرات المدرسية والنشاط الاجتماعي، ومطعم مزود بأحدث الآلات، وروضة لأطفال المسلمين مزودة بأحدث الأثاث الملائم لمثل هذا المكان لتنشأة وتربية أطفال المسلمين، ومسجد المدرسة ودورات المياه ومكان الوضوء.

وفي الطابق الأرضي منه الإدارة المدرسية، ومكتبة تمد التلاميذ بالمعلومات العامة وبخاصة الإسلامية منها، وتقوم المدرسة الآن بإعداد مختبرات علمية للتلاميذ

والطابق الثاني: فيه فصول المدرسة، وكل فصل يتسع للعدد اللازم من الطلاب، حسب الشروط الصحية والتربوية الحديثة، ولكل فصل دورة مياه خاصة بتلاميذه. وفي الطابق الثاني مساكن للأساتذة العاملين في المدرسة، وللمدرسة فناء يوجد به ملعب كبير، يقضي فيه الطلاب أوقاتهم الرياضية وتدريباتهم ولها حديقة تحيطها من جهاتها الأربع، كما يوجد موقف للسيارات الخاصة خارج المبنى.

نشاط المركز:

1 ـ إقامة الشعائر الإسلامية: الصلوات الخمس في جماعة والجمعة والعيدين، ويبلغ عدد المصلين فيهما أكثر من سبعة آلاف، يملئون المسجد ومرافقه وفناء المركز. 2 ـ الاحتفال بالمناسبات الإسلامية. 3 ـ إتمام عقود الزواج بين المسلمين. 4 ـ استقبال الألمان الذين يرغبون في الدخول في الإسلام وتلقينهم الشهادتين وتعليمهم أصول الإسلام. 5 ـ استقبال الوفود الطلابية من المدارس الألمانية، وخاصة الثانوية منها للإجابة على تساؤلاتهم عن الإسلام. 6 ـ ويكلف المركز أحد العاملين فيه بغسل وتكفين موتى المسلمين.
7 ـ زيارة تجمعات المسلمين الوافدين على ألمانيا، وربطهم بإسلامهم ومحاولة وقايتهم من التيارات المعادية.


بيت الضيافة:

ويستقبل المسلمين من جنسيات مختلفة، ويقدم لهم المسكن الصحي والمزود بالأثاث الكامل، وخصص له من يقوم بتنظيفه وخدمة الساكنين. يقوم المركز بتوعية الطلاب توعية إسلامية، ويقدم لهم الجرائد والمجلات اليومية والأسبوعية والشهرية التي تأتي إلى المركز من جميع أنحاء العالم الإسلامي. وتقدم المكتبة نشاطها عن طريق الاستعارات الداخلية في قاعة الاطلاع أو الاستعارات الخارجية، كما توزع كتيبات باللغات المختلفة لنشر الإسلام.





السابق

الفهرس

التالي


15251338

عداد الصفحات العام

132

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م