﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

الوكيل الوحيد!
الشركات الكبرى في العالم تبحث لها عن وكلاء في البلدان، ليستقل كل وكيل في أي بلد بحقوق المنتجات التي وكلته الشركة لتدبير شئونها، وقد يبدو للشركة في وقت ما أن هذا الوكيل لم يعد مناسبا لها، فتلغي العقد الذي تم بينها وبينه، بسبب تصرف منه يعود على الاتفاق بالنقض يترتب عليه تكبيدها خسائر فادحة، ولا تلام الشركة على إلغاء عقد الوكيل، لأنها ألغته بناء على مخالفته لفانون العقد المبرم بينهما، ولا يستطيع الوكيل رفض ما قامت به الشركة، ولها الحق أن تسبدل به غيره. كذلك تتكون في كثير من البلدان أحزاب ولكل حزب مناهجه التي يحاول بها إقناع الناخبين وتجري على ضوء ذلك الانتخابات التي يفوز فيه حزب وتخسر أحزاب أخرى، وينتظر المنتخِبون من الحزب الفائز الذي انتخبوه أن يحقق ما وعدهم به في مناهجه. فإن وفى بما وعدهم به تعلقوا به ووقفوا بجانبه مناصرين له وكرروا انتخابه، وإن كذب عليهم ولم يف بوعده، سقوه في الانتخابات القادمة كأس الهوان ومرارة الحنظل، وحاولوا تجربة غيره من الأحزاب الأخرى، وهكذا دواليك. هذا ما حصل لحركة فتح وما انبثقت عنه من المنظمة الأم "منظمة التحرير الفلسطينية" فقد أكل الدهر على الأصل والفرع معا وشرب، فقد استبدت الحركة بالأمر منذ فترة طويلة عن بقية فصائل الشعب الفلسطيني، وأبرمت مع العدو اليهودي اتفاقات كلها غبن على هذا الشعب المظلوم، وكلها في مصالح اليهود الغاصبين، ومع ذلك فإن اليهود لم يفوا بأي عهد أو اتفاق كما هي عادتهم من نقض العهود والمواثيق، وتتابعت تنازلات السلطة الفلسطينية كما تتابعت الضغوط اليهودية والتصرفات الآثمة، وتمردت على كل القرارات الدولية القديمة والحديثة. ووقفت القيادة الأمريكية الصليبية بثقلها كله بجانب اليهود، ومارست السلطة الفلسطينية أنواعا من الفساد الإداري والمالي أمام سمع الشعب الفلسطيني وبصره. واتجهت حركة حماس إلى هذا الشعب مهتمة بمصالحه، مع وقوفها الحازم ضد العدو المحتل، وقدمت الشهداء من أبنائها: شيوخا وعلى رأسهم الشيخ أحمد يس وشبابا وعلى رأسهم يحيى عياش، فأحس الشعب أن حركة حماس جديرة بقيادته فآثرها في صناديق الاقتراع على غيرها مع وضوح منهاجها وثباته على المبادئ التي ارتضتها لنفسها في السراء والضراء. وما كانت السلطة الفلسطينية ولا طغاة اليهود ولا قادة البيت الأبيض يظنون أن ميزان الحركة الجهادية سيثقل في تلك الصناديق، إلى الدرجة التي ظهرت بعد الانتخابات، ولو ظنوا ذلك لأفشلوها بالحيل والتزوير واستعمال القوة، كما هي عادة المستبدين في الدول المسماة بالنامية، ومنها الدول العربية. ولقد بذلت حماس كل ما في وسعها لإشراك كل الفصائل الفلسطينية في حكومتها مؤثرة بغالب الوزارات غيرها من تلك الفصائل، وبخاصة حركة فتح. ولكن القادة الأمريكيين والقادة اليهود اجتمعوا بالزعيم الفلسطيني في تل أبيب عندما بدأت حماس المشاورة في تشكيل الوزارة وأبرموا الأمر ليكونوا جبهة واحدة ضد الحركة الفائزة في الانتخابات لإجبارها على التنازل الصريح عن برنامجها الذي انتخبها الشعب الفلسطيني على أساسه، وعن مبادئها التي لم تفكر يوما من الأيام في التنكر لها، فإن لم تفعل فلا بد من خذلانها وإسقاطها تحقيقا للديمقراطية الأمريكية التي فرضتها على الدول العربية، لإبعاد الأحزاب والجماعات الإسلامية عن التمتع بحقوقهم في شعوبهم كغيرهم. رفعت السلطة الفلسطينية وزعيمها شعار منظمة التحرير الفلسطينية "الوكيل الوحيد" التي يجب أن تكون الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، مهما تعاطت من الفساد الإداري والمالي، ومهما استبدت بالأمر بعيدة عن إرادة الشعب الفلسطيني. وهاهي حماس تنادي بأعلى صوتها تطلب تصحيح وضع المنظمة بإدخال جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس، دون استجابة من السلطة الفلسطينية وزعيمها. ويعلن زعيم "الوكيل الوحيد" أنه سيستخدم صلاحياته الرئاسية لفرض منهاج سلطته الذي أسقطه الشعب الفلسطيني بإسقاط السلطة نفسها، ليسقط بها منهاج السلطة الجديدة المنتخبة. إن مواقف السلطة الفلسطينية وزعيمها من السلطة الجديدة المنتخبة، إنما تصب في المصالح اليهودية والإرادة الأمريكية، وتعود على الشعب الفلسطيني بالمفاسد التي وقف ضدها بانتخابه لحركة حماس. فهل سيفكر "الوكيل الوحيد" في مواقفه السلبية التي لا ينتفع بها إلا اليهود وأعوانهم، ويصحح مسيرته التي اعترف بعد الانتخابات بأن من أهم أسباب هزيمته فساد إدارته وبعدها عن هموم الشعب الفلسطيني، أو سيستمر في تلك المواقف الظالمة التي ترضي الأعداء وتقويهم وتسخط الشعب الفلسطيني وتضعفه؟ إن الظرف العصيب الذي يواجهه الشعب الفلسطيني، يوجب على الفلسطينيين جميعا أن يجمعوا كلمتهم ويتعاونوا على تحقيق أكبر قدر من مصالح هذا الشعب، ودفع أكبر قدر من المفاسد عنه، وألا يمكنوا العدو من أكلهم واحدا تلو الآخر: إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض! وإني لأتوقع – إذا ما – وقف الزعيم الفلسطيني ضد حركة حماس وحكومتها أن تحدث كوارث لا تحمد عقباها: ((وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) [الأنفال (25)]



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect